يعتبر هذا الكتاب سِفْراً موسوماً بالفقدان لا نظير له في خزائن العالم المنطوية على أعلاق التراث العربي والأدبي بشكل خاص، وقد دامت به حلقات الأدب الأندلسي واتصلت الى زمن يُعدُّ غرّة تاريخ الأندلس، وهو زمان الموحدين، فما انضم عليه المجموع من الأشعار في هذا الكتاب يفضي إلى ديوان وافر يربو على ألفين وثمانمائة بيت مما قيل من الأشعار والرسائل من أواخر القرن السادس الى منتصف القرن السابع الهجري.
وأكثر الديوان مجهول ندَّت عنه المجاميع المشهورة وكتب التاريخ والأدب والدواوين المتصلة بهذا العهد.
بل إن جملة صالحة ممن اختار لهم (الرعيني) في مصنفه لا ذكر لهم في غيره، فانفرد الكتاب بجني أزاهيرهم واقتباس سنى أنوارهم.
ومن أكثر فضائل الكتاب بروزاً قيامه شاهداً لتصحيح وتقويم كثير من دواوين الأشعار المطبوعة لشعر المرحلة.
وهذا الكتاب تذييل على متنين معروفين هما: (مطمح الأنفس) لابن خاقان، و (الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة) لابن بسّام..