في هذه الدراسة محاولة لمعالجة أهم أبواب السياسة ومباشرة الإنسان حرياته في حدود ما يجيزه القانون حيث بحث الكاتب ماهية الفئة الحاكمة والصفوة إبتداء من مولدها في الفكر الديموقراطي لليونان القديمة الذي قام مجتمعها كذلك على أساس الإرستقراطية والرق بما في ذلك أثينا، وعرض شتى التعاريف التي تتناول علم السياسة وتطور النظرية السياسية في أوروبا والعالم الإسلامي.
وشرح كيف أن القوى السيكولوجية هي صاحبة السلطان على الشعوب وقد بدأت في العقائد الدينية، وهذه القوى تقود الشعوب، وتتأرجح الحضارات من ناحية إلى أخرى في حدودها وتنمو وتكبر ثم تشيخ وتزول، وتصول خلال التطورات والثورات القوة الثقافية ويقظة الفكر وهما اللذان يوجهان المدنية بمبتدعاتهما ونظمهما؛ كما سلط الضوء هذه الشعلة على المنطق والعقل اللذين يشيدان العلوم والتكنولوجيا بينما تقوم العقائد والمذاهب والسياسات على المشاعر والأحاسيس وقد تكون مناقضة للعقل والمنطق، وهي تنطلق من روح الشعوب وإندفاعاتها.