تأتي أهمية الكتاب بوصفه نافذة حية تنقلنا من مكان إلى آخر في العالم الإسلامي ومدنه وبلدانه المترامية الأطراف في المدة المدروسة مما عكس صورا متنوعة من الفكر الإنساني السائد في تلك المدن والبلدان الإسلامية التي احتفظت كل بقعة من أراضيها بجانب مهم من ثقافتها وحضاراتها الأصيلة، وإن كان الجانب الديني قد طغى كثيرا على بعض صور الميثولوجيا في أغلب كتابات الرحالة المغاربة والأندلسيين، نتيجة سيادة الثقافة الدينية آنذاك على الثقافات الأخرى، لكن على الرغم من تزاحم الخطابات المختلفة فأن تلك الصور اتخذت إليها مسارا مميزا بين كل الخطابات الرحلية؛ إذ حفزت كل الباحثين والدارسين عن ضرورة كشف سر بقائها نابضة في الحياة. لذا يعد هذا الكتاب محاولة بحثية للحصول على نتائج مرضية بعد تشخيص صور الميثولوجيا في مصنفات الرحالة المسلمين المغاربة والأندلسيين التي طالما سلم إليها بعض المؤرخين والباحثين في الحقل التاريخي، والوقوف على حقيقتها، وتحديد الأساليب التي استعملها كل رحالة في السرد الميثولوجي مع التأكيد على دوافع الرحالة في تصوير مشاهداتهم بنوع من المبالغة، فضلا عن كشف النقاب عن الحقائق الغائبة وراء أتباع الرحالة أسلوب الميثولوجيا في نقل مشاهداتهم على وفق مبدأ الدقة والموضوعية في تحليل تلك الحقائق، وتحديد ملامح الرحلات الإسلامية المغربية والأندلسية، وتشخيص مواطن القوة والضعف فيها، يضاف إليها محاولة فرز الروايات المبالغ فيها عن تلك التي تحتوي على الحقائق النسبية في كتابات الرحالة المغاربة والأندلسيين.
Share message here, إقرأ المزيد
صور الميثولوجيا في كتابات الرحالة المغاربة والأندلسيين المسلمين من القرن السادس إلى نهاية القرن الثامن الهجري