برؤية إيمانية تقوم على كتاب الله القرآن الكريم وسُّنَة رسوله محمد (ص) يقدم عامر أحمد الشريف كتابه المعنون "تحاليل إسلامية بأسلوب حديث"، وهو عمل جديد، من حيث الخطاب والمضمون في مقاربته للدين وعلاقته بالإنسان. والغاية، فهم أوسع وأعمق لهذا الدين العظيم وقراءته بيسر وتطبيقه كسلوك، كما أراده الله لعباده المؤمنين.

في رسالة إلى القارئ يفتتح بها الكاتب عمله يقول: الخطوة الأولى للمسلم لتعلُّم الدين هي دراسة جزء عمّ لينتقل باجزاءه إلى الوراء وصولاً إلى سورة البقرة، علماً أن العديد يكتفون بجزء عمّ وبعضاً من السور القصيرة الأخرى". يقول الكاتب: هذا حسن، لكن ليس بكاف. إن دراسة الدين تحتاج للسير على نهجين متكاملين. هناك تعلّم القرآن وهناك تعلّم أسس الإيمان" من هنا يتوجه هذا الكتاب بأسلوبه المبسط، إلى من هم بسن الرابعة عشرة فما فوق.

ويتابع المؤلف: الكتاب يبدأ بتعريف معنى أن الله "ليس كمثله شيء" مبيناً لماذا لا يجوز أن يكون هنالك "مثله شيء" ولماذا لا يجوز أن يكون إلا "واحدا احداً". ثم عرض مباشرة في فصل معترض، آيات الإعجاز مع صور علمية لكل منها، مما يبرهن للعقل وجوده، كما أورد في مكان لاحق دلالات الإيمان بالقلب عن وجوده تعالى". بعد ذلك يتناول المؤلف أسماء الله الحسنى من حيث أهميتها وعلاقة الإنسان بها فهي – برأيه – "ليست مجرد سلسلة نضعها ضمن جدول لمعرفة ما هي، مبيناً بعدها الرسالة العامة للقرآن وما يهدف إليه، ذاكراً اعجازات ثلاثة في اسلوبه، وليس إعجازاً واحداً كما نقول، واضعاً لأول مرة رسماً بيانياً لجميع موضوعاته عوضاً عن مجرد قولنا انه علم توحيد، قصص وتشريع، القرآن أكثر من ذلك بكثير". كما يعرض المؤلف بعمق أسس الإيمان، محللاً معنى الأمانة التي يحملها الإنسان بموجبه، وينتقل بعد ذلك لعرض أركان الدين التي تشملها الأمانة. هنالك طبعاً الجهاد في الإسلام، يبين المؤلف كيف أن الإسلام بدّل بالكامل ولأول مرّة في التاريخ، مفهوم النصر العسكري ومن أن الإسلام أسَّس أول جيش عقائدي إطلاقاً بحيث أخذ العالم تدريجياً مماثلته بعد بضعة مئات من السنين، وكيف أدخل الجهاد نظرية الجهاد العسكري. وأخيراً يعرض المؤلف لأخلاق المسلم وصولاً إلى مفهوم الثواب والعقاب، لكن الإسلام أدخل مفهوماً جديداً عليه هو الرحمة.

وهكذا، يبدأ الكتاب بالكلام عن الله وينتهي بالكلام عن دور النبي محمد (ص) الذي بعث "ليتمم مكارم الأخلاق".