“هل شعرت يوماً بأنّ هناك شعباً يعيش في الظل، لا نعرف عنهم سوى الأساطير والملثمين؟”
كنتُ دائمًا مفتونًا بالصحراء، بذلك الفراغ اللامتناهي، وتلك الأصوات الخافتة القادمة من الرياح. لكن شيئًا ما كان يجذبني دومًا نحو شعب الطوارق. هؤلاء الملثمون الذين يعيشون في قلب الصحراء الكبرى، كأنهم سلالة من الأساطير. وفي خضم بحثي عن الحقيقة، وقعت بين يدي تحفة نادرة: “بحثاً عن الطوارق الملثمين” من تأليف المستكشف البريطاني ويليام جوزيف هاردينغ كينغ.
لم يكن هذا الكتاب مجرد رحلة جغرافية، بل كان غوصًا في أعماق ثقافةٍ محجوبة، وتاريخٍ لا يُروى إلا همسًا في الخيام الزرقاء… كان مرآة لروح الصحراء، ونافذة على حضارة ظلت لقرون تقاوم النسيان







