«تحدّي عقل المسلم (وليس القرآن)» كتاب جديد للكاتب عامر أحمد الشريف (الدار العربية للعلوم ناشرون، 2016)، يشكل في مضمونه تجديداً في الفكر الديني على المستوى المعرفي وإصلاحاً للمشروع الدنيوي على مستوى العقيدة. يتبنى مقولات حداثية يمكن البناء عليها في تطبيق الشريعة اليوم، (بعيداً) عن الانتهاكات التي أصابت القيم الخلقية والإنسانية التي تسود العالم شرقاً وغرباً، و(قريباً) من العقل الواعي، أو ما يُطلق عليه دين العقل، واستثماره للاستفادة من منجزات الحضارة.يقول المؤلف: "اليوم، ينفرد العالم الإسلامي بمرحلة عارمة من الفوضى وصولاً إلى حروب أهلية متعددة، إقليمية أيضاً، وحتى مساهمات دولية براً وجواً، لا مثيل لها. المسلم يُقتل في بلده، أو يعيش فيه محروماً، أو يسافر إلى بلد لا يرغب به، أما بقية دول العالم، فإنها تنعم بالاستقرار والتنمية.حاضرنا هو ماضينا. لقد ازداد عدد المسلمين خلال نصف قرن ثلاثة أضعاف، وهي أعلى نسبة في العالم، لم تماثلها سوى إفريقيا السمراء، الأكثر تخلفاً من بعدنا. أما الاقتصاد فلم يُحقق أي تقدم يذكر، وأما الحكومات فأداؤها كان كما نعلم. لذلك لا يزال المستقبل مجهولاً بالنسبة إلينا، فنحن، رغم كل ما حصل من دمار، لم نصل إلى الحضيض بعد".عبر هذه المقاربة النقدية لحال المسلمين شرقاً وغرباً، يبدو الكاتب منشغلاً بالتحديات التي يواجهها المجتمع المسلم اليوم، ومنها الفروقات المادية والثقافية والحضارية التي تباعد بين (شرق – غرب) ووضع المرأة المسلمة والتشريعات التي تطالها بما فيها الأعراف السائدة، كما يبحث الكاتب في "موقف الإسلام من العلم الحديث"، وحديث آخر عن تحدي "قبول انتقاد الذات" على المستوى الفردي والتنظيم الاجتماعي.. ومن هذه الرهانات الشائكة، يبدو تسائل الكاتب مشروعاً عن: من هي الدولة الفاضلة في العالم العربي وما هي مواصفاتها؟يتألف الكتاب من مدخل يتناول "لُبُّ الكتاب" وأربعة أقسام جاءت تحت العناوين الرئيسية الآتية: القسم الأول: (فشل المجتمع المسلم) ويتضمن دراسات ديمغرافية واجتماعية ويضيء على عدد الفقراء في الدول الإسلامية ومستويات التعليم وتقارير عن "تمايز الرجال على النساء"، القسم الثاني: (فشل الاقتصاد) ويتضمن قراءة عن تأثير التدهور في أسعار النفط في الدول الخليجية وسوء توزيع الدخل في العالم الإسلامي، وتساؤل "لماذا ينجح المسلمون عامة، والعرب خاصةً، في الولايات المتحدة أكثر من نجاحهم في بلدانهم؟"، القسم الرابع: (العقيدة) ويعالج موضوعات متنوعة عن "حجاب المرأة"، و"ختان النساء"، و"عقيدة محمد بن عبد الوهاب" و"مذهب الخميني" ومسائل أخرى، ويأتي القسم الرابع والأخير بعنوان: إسلاميات، وهو إضاءات على قضايا راهنة مثل: هل الإسلام في أميركا مذهب جديد؟ الإفتاء وتحديات الطب الحديث له، ما معنى أن تكون القوانين ضمن الشرع الإسلامي؟ وغيرها..