أصبح انتشار الأعراض والإضطرابات النفسية، والأعراض الجسمية ذات المنشأ النفسي في عصرنا الراهن واسعا إلى درجة أصبح فيها عدد الأمراض والإضطرابات النفسية والأمراض التي تسهم بها العوامل النفسية يتجاوز المائة اضطراب ويكتشف العلماء كل يوم عددا متزايدا من هذه الإضطرابات ويزداد فهمنا حول آلية التفاعل النفسي والجسدي. ومع ذلك فما زال هذا الميدان غامضا بالنسبة للعامة وتشوبه الكثير من الأساطير والمخاوف، وخصوصا في الدول والمجتمعات الفاشلة مما فسح المجال للإنتشار الواسع للخرافة وتجار الوهم والدجل تحت مسميات مختلفة مستغلين تأثيرات العولمة وآخر ما توصلت له التكنولوجيا من مخترعات لترويج الوهم لدى فئة تتلقى هذا الوهم بسهولة نتيجة معاناتها واضطرابها وأزماتها.
يحاول هذا الكتاب المبسط أن ينير ذلك الجانب مقدما إسهاما يمكن أن يساعد المعنيين على فهم أفضل لغالبية أشكال الإضطرابات النفسية وأنواعها والتوجه إلى المكان المناسب الذي يمكن تلقي فيه الدعم المتخصص.