اكتسبت بلاد الحجاز مكانة دينية وسياسية منذ ظهور الإسلام وتأسيس الدولة الإسلامية الأولى، وظلت البلاد محتفظة بمكانتها الدينية حتى اليوم، وظهرت في الحجاز بعض المدن التي أدت دوراً مهماً في التاريخ الإسلامي، وذلك باعتبارها مراكز دينية مثل مكة والمدينة أو مراكز تجارية مهمة مثل جدة وينبع المنفذين المهمين لتجارة الحجاز على البحر، ومدينة الطائف وضواحيها التي كانت تعد مورداً تجارياً مهماً لغذاء أهل مكة وقراها من حبوب وفواكه وأمثالها.
يشكّل هذا الكتاب قراءة ومتابعة لظاهرة "التشيّع السياسي في الحجاز" من القرن الرابع وحتى القرن السابع الهجري. وفيه يوضح المؤلف معنى الشيعة والتشيّع في المعنى والإصطلاح وفي القرآن الكريم، ونشأة الشيعة عبر التاريخ وبعيد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والاراء حول ذلك، وأهم شخصيات الشيعة "عبد الله بن سبأ" و "المختار بن عبيد الله الثقفي" و "بيان بن سمعان النهدي التميمي" ، وبعض فرق الشيعة، مثل "الكاملية" ، "المغيرية" ، "المنصورية" و "الباطنية" ، و "الإمامية" ، و "الزيدية" وغيرها. ويبيّن المؤلف أيضاً موقف الشيعة من الخلافة، يتبع ذلك خمسة فصول، تناولت: حالة الحجاز قبيل السيادة الفاطمية الشيعية، وسياسة الشيعة في عهد الفاطميين وموقفهم اتجاه القرامطة، وحالة الحجاز في العهد الأيوبي وأثر المد السني في الحجاز على الحياة السياسية للحكام الشيعة زمن سيطرة الأيوبيين، وأهم المذاهب الفقهية السائدة في الحجاز والنشاط العلمي في عهد حكم الشيعة في الحجاز، وأثر ثورات أمراء الشيعة الزيدية في منطقة الحجاز في العصر الأيوبي على الوضع الديني والأمني. وأخيراً عرضاً كاملاً عن الحملات العباسية على حكام الحجاز الشيعة ومنها : حملة الأمير طاشتكين عام 571ه – 1175م ، وحملة الملك العزيز طغتكين بن أيوب سنة 581-1185م. وحملة الملك المسعود 619ه – 1222م . ومن الحروب الحجازية بين مكة والمدينة: "حملة الأمير سالم بن قاسم الحسيني 601ه – 1204م. و "حملة الأمير قاسم بن جماز الأولى عام 612ه – 1215م، و "حملة الأمير قاسم بن جماز الثانية عام 622ه – 1225م ...