يستعرض كتاب "مشروع النهوض العربي" مسار الجدل الفكري الذي تصاعد منذ نهاية السبعينيات بين التيار القومي والتيارات الإسلامية، بعد عودة الإسلاميين إلى المشهد السياسي وتحوّلهم إلى قوة فاعلة في النقاش العام. يتناول المؤلف جذور هذا التناقض، ومحاولات تجاوزه عبر مؤتمرات وحوارات فكرية، لكنه يشير إلى أن المصالحة الخطابية لم تُرافقها معالجة تاريخية عميقة لطبيعة كل من المشروعين. يركّز الكتاب على إعادة قراءة المراحل الفكرية العربية المتعاقبة، من الليبرالية إلى القومية والاشتراكية ثم الحركات الإسلامية، وعلى تفكيك الثنائيات المهيمنة التي عطّلت التفكير النقدي، مثل الدين مقابل الدولة، أو الوحدة مقابل التعدد. ومن خلال هذا المسار يحاول كشف أسباب تعثّر التحوّل نحو دولة حديثة ومجتمع مدني، مسلطاً الضوء على الإرث التاريخي الذي لا يزال يقيّد إمكان بناء مشروع نهضوي عربي متجدد.