"اسمع يا صديقى: الآن اكتشفت شيئاً هاماً، اكتشفت خطأ قول مأثور سمعته من أبي في طفولتي، وأنت تعلم مقدار إعجابي بأبي وإيماني بأقواله لكثرة ما حدثتك عنه، في السنوات الماضية، ولكن أبي لم يكن مصيباً حين جزم يقول: إن دموعنا أغلى من كل شيء في الحياة. لا‍ أبدأً‍ إن الوطن يا صديقى أغلى، وأغلى بكثير من الدموع، ومن تلك القطرات الحارة، المالحة التي يفيض بها القلب عندما يمتلئ بالأحزان".
من أحزان شيوخ الماضي تتسلل قصص هذا الكتاب لترسم ليس فقط مشاعر الحزن السطحية التي لا تترك في النفس سوى جرح بسيط بل لترسم قطرات الدموع القديمة التي تتأرجح في المقل العتيقة التي مهرها الدمع وحفر طريقها للخارج.