الكلمات التي يمكن أن نصف بها انطباعاتنا عن ترامب والترامبية لن تكون متسقة في إطار واحد مُتَّفق عليه، فترامب جاء إلى السلطة بلا مقدمات وتركها في أزمات، وعاد إليها من وسط القضايا والمحاكمات، ومن دون أن تتغيَّر ثقافته السياسية، فهو لا يُفكِّر فيما يريد قوله، ولا لماذا يريد قوله، ولكنه يفعل ما يريد ويتحدَّث كأن شخصيته هي محور كل شيء في سياساته التي يرغب في تطبيقها. الترامبية، مهما اتفقت معها أو العكس، هي نهج سياسي وُلد من رحم أعظم الديمقراطيات القائمة في العالم الحديث، لكنها ولدت بمواصفات سياسية ومنهجيات إجرائية لم تخضع للفلترة أو المراجعة المعتادة في الديمقراطية الأميركية، فتحت شعار محوريّ «لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى» تطرح الترامبية أهدافها وسلوكها السياسي. ستظل الترامبية ظاهرة سياسية تتقاطع مع كل النظريات السياسية في نتائجها، ولكنها لا تُشبه أيًا منها، وتبدو للعالم كأنها تعلن نهاية السياسة والدبلوماسية بطريقة ناعمة ومقبولة، وعلى العالم أن يستعدَّ للتكيُّف معها. وهذا الكتاب يُقدِّم للقارئ تصورات عن الترامبية كظاهرة سياسية عبر قراءة دقيقة لسلوك ترامب السياسي في فترتيه الأولى والثانية، والكيفية التي سيُواجِه بها العالم السياسات الأميركية في عهد ترامب.
Share message here, إقرأ المزيد
الترامبية : السياسة الأميركية في مواجهة العالم