قصة فاطمة العليلة
توفر الكتاب: متوفر
يشحن في غضون: 2-5 أيام عمل
المصدر: لبنان
$3.00
الكمية
نبذة

بعدما عزم الحسين عليه السلام القصد إلى كربلاء، تاركا مدينة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع العيال وجميع الأولاد، لم يبقَ في داره بالمدينة إلا فاطمة العليلة التي ما كان لها القدرة على السفر، فأودعها الحسين عليه السلام عند زوجة النبي أم سلمة وكانت حاضرة حين الوداع فلما نظرت إلى أهلها وقد ساروا عنها أخذت تزحف نحو ظعن أهلها وهي تنادي: أبه كيف تتركوني لوحدي؟ أبه خذوني معكم.
?رجع الإمام الحسين لها، صبرها، قال: بنيه! إذا وصلنا مكان الاستقرار أبعث إليك عمك العباس وأخاك علياً الأكبر يحملانك
قالت لا يا أبه إن نفسي تحدثني أن لا لقاء بعد هذا اليوم، هذا آخر لقاء.. آخر اجتماع، إئذن لي أن أتزود من عماتي وأخواتي فجاءت فاطمة تطوف على الهوادج تودع عماتها وأخواتها.
قيل إن فاطمة العليلة بقيت تبكي ليلها ونهارها وبين ساعة وأُخرى تنظر إلى تلك الدار الموحشة الّتي خلت من أهلها، وتهيج بها أحزانها .
حارت بها الأعذار، فلا خبر يصلها عن أبيها، ولا العباس جاء ليحملها إليهم كما وعدها الحسين عليه السلام، فبقيت على حالة تتقطع لها القلوب وهي تنتظر أي خبر يصلها عنهم .
ويُروى أنها كتبت كتاباً إلى والدها الحسين عليه السلام ضمت فيه همومها وألام فراقها، وبينت فيه حالها.
?وبينما هي جالسة ذات يوم وإذا بأعرابي على هيئة سفر قالت له أخا العرب إلى أين تريد قال أريد العراق قالت هل لك أن تحمل كتابي هذا الى أبي ؟ قال ومن أبوك ؟ قالت أنا فاطمة ابنة الحسين بن علي أبي طالب (ع)'.
«فقال لها الأعرابي حباً وألف كرامة يا بنت رسول الله ، فأخذ الإعرابي كتاب فاطمة وأقبل إلى العراق يسأل عن الحسين حتى وصل الى أرض كربلاء بعد الظهر اليوم العاشر من المحرم وإذا به يجد الحسين عليه السلام وحيدا فريدا لا ناصر له ولا معين بعد قتل الأصحاب وبني هاشم، وهو يجيل النظر يمنة ويسرة بين آلوف الأعداء، فسلمه الكتاب. وقيل: إنه جاهد دون الحسين حتى استشهد بين يديه.
فتح الإمام الحسين عليه السلام الكتاب وإذا به من ابنته فاطمة العليلة، فبكى بكاءً شديداً .ووقف أمام خيمة النساء ونادى يا زينب ويا أم كلثوم ويا رقية ويا سكينة ويا فلانه ويا فلانه هلمن فلقد جاء الكتاب وعظم المصاب فخرجت الحوراء زينب قالت أخي أخي حسين أما المصاب فنحن فيه ولكن أخبرني عن الكتاب فقال اخيه هذا كتاب من ابنتي فاطمة وهي تسلم على عمها العباس ولا تعلم بأنه على شاطي العلقمي مقطوع اليدين وتسلم على اخيها علي الاكبر ولا تعلم بأنه مقطع بالسيوف اربا اربا ..
?وكأني به فتح الكتاب وجعل يقرأه عليهن: ثم ان الحسين عليه السلام اخذ الكتاب وجاء به الى أرض المعركة وتوسط القتلى ونادى برفيع صوته هذه فاطمة العليلة تبلغكم السلام ثم تذكر بأن من وصاياها أن تقبل اخيها الرضيع فتحير في آمره كيف يقبله وهو مقطوع الوريد. أما المصيبة العظمى التي كانت عند العليلة هي في اليوم الذي عاد فيه ركب الحسين الى أرض المدينة وهو خاليا من الاهل والعشيرة فقد بقيت لمدة شهور متتالية وهي تنظر أن تسمع بخبر عن أهلها يستر لها فؤادها وتتأمل عودتهم لديارهم سالمين ..
فكأني بها لما سمعت بقدوم الموكب وأخوتها وعشيرتها يحوطونه من كل جانب فقامت بتهيئة الدار تنتظر وأعدتها لاستقبال أبيها الحسين وجلست في وسط الدار وهي منكسرة باكية منادية بنية فاطمة عظم الله لك الاجر بأبيك الحسين فصرخت فاطمة ونادت واحسيناه وامظلوماه…

تفاصيل الإصدار
دار النشر دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
سنة النشر 1900
اللغة عربي
عدد الصفحات 90
عدد الأجزاء 1
الغلاف ورقي
القياس 11x14
توفر الكتاب: متوفر
يشحن في غضون: 2-5 أيام عمل
المصدر: لبنان
$3.00
الكمية

التقييم والمراجعات