يمثل شهر رمضان المبارك مفهوم الضيافة بمعناه الروحي، حيث يقدّم المضيف بين يدي ضيفه مختلف أنواع المأكولات الروحية والمشروبات المعنويّة، لتكون فرصةً سانحة للضيف كيف يتذوّق ويغتنم وينعم بما قدّمه المضيف.
من هنا، كان هذا الشهر الفضيل مناسبةً أكبر للقرآن والدعاء والمناجاة والإحساس الروحي وملامسة المعنى القائم في كلّ ما يحيط بنا، بدل أن نظلّ لا نرى فيما يحيطنا سوى الأجسام الفاقدة للمعنى.
السبب عينه يدفعنا لعيش رمضان الروح كما نعيش رمضان الشريعة، تماماً كالحجّ، فترك أحدهما لصالح الآخر هو خلل، وأعظم منه تركهما معاً.
في هذا السياق جاء هذا الكتاب؛ لتنوّع موضوعاته بين قضايا ذات صلة بالقرآن والدعاء والمناجاة من جهة أولى، وارتباطها بفقه الصوم وشهر رمضان المبارك من جهة ثانية.
