في النهاية كلنا على طريق القدس. شئنا أم أبينا. الذي خسر حياته في حمص. أو فقد أهله غي حلب. أو دمّر منزله والأحياء المجاورة في حماة. الذي تحكمه الميليشيات والزعران في بغداد. أو ابن جنوب لبنان المشرّد في جهات لبنان بلا منزل أو مال. وابن غزة الذي استيقظ، أو لم يستيقظ، على عدوان وحرب لم يستشره أحد في خوضهما. وابن صنعاء الذي أصيبت عائلته بالكوليرا.
كلنا على طريق القدس. هذه منطقة تغلي، والذي يوقد نيرانها، ويرمينا وقوداً لها، لا يملك روايةً غير القدس، ينشدها في آذان الحطب.
وإذا كان قطع التذاكر في طهران والضاحية، فإنّ عزرائيل هو الذي سينقش عليها ختم الرحلة الأبدية. ومع ذلك، إذا لم نعترض يشكل مؤثر، وكبير، فكل ما نرجوه هو أن تكون الرحلة ممتعة. وأن تظل الفرقة الموسيقية تعزف، كما في رحلة التايتانيك الأخيرة، ونحنُ نذهب سريعاً إلى قاع المحيط، ببذلاتنا الأنيقة، على مقاعد "التاريخ"، بعزةٍ وكرامةٍ وعنفوان.
Share message here, إقرأ المزيد
الشيعة والحرب : ملاحظات قبل الهزيمة.. وبعدها