عن المشهد السياسي بين العرب وإسرائيل تكتب سهام حسين القحطاني في كتاب (العرب ‏وإسرائيل "صفقة السلام")، من دون السعي إلى إقرار أفكار وتثبيتها أو خلق مسلّمة أو ‏إعلان تأييد لإطار جغرافي قابل للتنفيذ أو أو الحجز. إنما يسعى هذا الكتاب - وفقاً ‏للمؤلفة - إلى البحث في تفاصيل العلاقة بين العرب وإسرائيل، تلك التفاصيل التي يختبئ ‏داخلها الشيطان بما فيها الأيديولوجية الجدلية لواقعية السلام والتطبيع بين العرب وإسرائيل، ‏مآزقها وانفراجاتها.‏ ‎
‎ كما أن هذا الكتاب لا يسعى إلى محاكمة اليهود أو التاريخ اليهودي، أو البحث عن ‏صدقية أم عدمها للادعاءات الدينية والتاريخية التي يزعمونها أو تمتلئ بها كتبهم الدينية ‏أو الإرشادية، أو حتى الكتب الإسلامية والخطاب الديني المتطرف للمسلمين والعرب الذي ‏أسهم في مشكلة الصراع بين العرب واليهود.‏ ‎
‎ والأهم أن ما سيورد من سرد للسيرة التاريخية لليهود هو سرد يقتضي مسألة جدلية السلام ‏والتطبيع لا المساءلة والمحاكمة. فالكتاب يركز على فكرة إمكانية تحقيق سلام بين العرب ‏ودولة إسرائيل، وفكرة إمكانية تطبيع بين العرب وإسرائيل، لتصبح بموجبه إسرائيل جزءا ‏من نسيج المنطقة. بناءً على ما يفرضه النظام العالمي الجديد من تغييرات وتقسيمات، ‏سواء رفضنا أم قبلنا، فللنخب اليهودية أصبع يحرك ذلك النظام ويتحكم في اتجاهاته. ثم ‏مناقشة فكرة هل سيصبح السلام والتطبيع أمراً إجبارياً على العرب أم اختيارياً...‏