يستعرض كتاب مدخل إلى المنطق الرياضي الانتقال التاريخي والفكري للمنطق من حقل الفلسفة إلى ميدان العلم، حيث بات المنطق يُصاغ بلغته الجديدة: الرموز، والأنساق، والصور الرياضية الدقيقة. ويرى المؤلف أنّ هذه النقلة تصبح في عصر الذكاء الاصطناعي والمعلوماتية أكثر من تحوّل معرفي؛ فهي ضرورة بيداغوجية تمكّن الطلّاب والباحثين من فهم منطق "الآلات" و"الخوارزميات" التي باتت تحكم عالمهم.
ويقدّم المؤلف الكتابَ بوصفه أداة تعليمية مبسّطة، تجمع بين الصرامة المنهجية والوضوح المفهومي، متجنّبًا الغرق في الجدل الفلسفي أو المفاهيم المجردة التي قد تنفّر المبتدئين. ويوضح أن اختيار مصطلح "المنطق الرياضي" لم يكن مجرّد تفصيل لغوي، بل هو إعلان لميلاد نسق جديد من التفكير، يتجاوز التسميات المعتادة مثل "المنطق الصوري" أو "الرمزي"، ليعبّر عن جوهر هذا النسق في قلب الرياضيات، الذي طوّره مفكّرون أمثال غوتفريد لايبنتز وجوتلوب فريجه وبرتراند راسل وألفريد وايتهد، لا سيما في عمل الأخيرَين المشترك أسس الرياضيات. فهؤلاء لم يطوّروا المنطق فحسب بل أعادوا تأسيسه بوصفه علمًا مستقلًّا، صارم البنية، قابلًا للبرمجة، ومؤهّلًا لأن يكون "لغة العقل الكونية".
Share message here, إقرأ المزيد
مدخل إلى المنطق الرياضي