انصبَّ اهتمام الباحثين في الإسلام على نصوص الدين الإسلامي ومذاهبه ومعتقداته، أمّا ‏أشكال التديُّن العادية لدى المسلمين والأكثر ارتباطًا بحياتهم المعيشة، فقد كانت مهملةً إلى حدٍّ ‏كبير. وذلك أنّ النصوص والمعتقدات وحتى الممارسات (الشعائر والطقوس) تبدو أكثر قابلية ‏للتدوين والدراسة مقارنة بالخبرات الشعورية للمتدينين.‏
لذا خُصّص قسمٌ من هذا الكتاب لرصد وتحليل استجابات ومواقف نماذج من الباحثين ‏الدنيويين تجاه الدين الإسلامي، فيما أُفردت الأقسام الأخرى لفهم ظاهرة التديُّن وأنماطه لدى ‏المسلمين ومعاينة خبرات المتديّنين / المتديّنات عن نشأتهم الدينية ومشاعرهم ومواقفهم تجاه ‏الأديان الأخرى واتّجاهاتهم نحو التعصُّب والتسامح الدينييّن. وكذلك لفهم فعالية الرموز الدينية في ‏تصوّرات المسلمين وتجلّيات هذه الرموز في مشاعرهم وأفعالهم واختيار أسماء أبنائهم وبناتهم، ‏ولمعاينة حالة خاصة من التديُّن التصوّفي هي حالة الحلاّج، وصلة التديّن بالأخلاق.‏