يتناول هذا الكتاب أربعة شعراء عباسيين عاشوا بين القرنين الثالث والسابع الهجريين وهم: يحيى بن يوسف الصرصري الذي قتله التتار عند احتلالهم بغداد عام 656هـ، وهو شاعر المديح النبوي في عصره. والثاني هو محمود بن عمر الزمخشري وهو الإمام الكبير في التفسير والحديث والنحو واللغة وعلم البيان. والثالث هو أحمد بن أبي طاهر طيفور وهو أحد البلغاء الشعراء الرواة من أهل الفهم المذكورين بالعلم.
وقد آثره المؤلف لأسباب منها، أنه صنف أكثر من خمسين كتاباً، ولم يذكر أحد أن له ديواناً مجموعاً، ومن هنا فقد حرص المؤلف على جمع شعره. وأما الشاعر الرابع فهو يحيى بن علي المنجم، وقد كان راوية أخبارياً نديماً شاعراً أديباً وناقداً مصنفاً. ولأن شعره لم يجمع في ديوان آثر المؤلف جمع شعره في هذا الكتاب. وهؤلاء الشعراء الأربعة لم يعن أحد من قبل بجمع شعرهم ودراسة دواوينهم قبل هذا الكتاب الذي يضيف جديداً إلى دراسات الشعر في العصر العباسي.