كانت الرحلة التي قام بها عضو الكونغرس بول فندلي إلى اليمن الجنوبية عام 1974، وسعى فيها إلى إطلاق سراح مواطن أميركي سجين هناك، بداية رحلة غير متوقّعة في عالم الإسلام. استغرقت الرحلة خمسة وعشرين عاماً، تعرّف فندلي خلالها، إلى ديانة توحيدية عالمية متعددة الأعراق والثقافات، تربطها عرى وثيقة بالديانات التوحيدية الأخرى. كما تعرّف إلى أقلية كبيرة نامية، في الولايات المتحدة، يجاوز تعدادها سبعة ملايين نسمة، وتعيش في مواجهة يومية مع التحدّيات الناشئة عن التمييز والانحياز.
وضع فندلي الإصبع على الجرح، عندما نسب إلى الأفكار النمطية المزيّفة مسؤولية المفاهيم الخاطئة والصور المشوَّهة عن الإسلام والمسلمين، التي تسود مجتمعاً أغلبيته الساحقة من غير المسلمين. قد كرّس القسم الأكبر من عمله هذا، ليعرض تلك الأفكار النمطية، باعتبارها وليدة الجهل والتضليل المنهجي الذي يصوّر الإسلام، زوراً، قوة رجعية خطرة؛ ويقدّم المسلمين، على غير حقيقتهم، جماعة غريبة متخلّفة تشكل خطراً على قيم المجتمع الأميركي، ناسباً إليهم كل ما من شأنه استعداء الرأي العام ضدهم.
فهذا الكتاب هو إحدى ثمار عهد قطعه فندلي على نفسه بالعمل على كسر حاجز الجهل بتصحيح المفاهيم والصور الخاطئة، وتفنيد الأضاليل التي تسكن أذهان العامّة من الأميركيين. فهو يرى أن تبديد الأفكار النمطية المزيّفة عن الإسلام مهمة ملحّة، باعتبارها مسؤولة عن تشويه صورة المسلمين الأميركيين وتغييب مساهماتهم وطاقاتهم الكبيرة في مجال الخدمة العامة، ولأنها تحول دون تعزيز التسامح والتفاهم والتعاون بين معتنقي الديانات المختلفة. وهو، في هذا السياق، يحثّ المسلمين على المزيد من التصدّي المنظّم لهذه الأفكار النمطية، وعلى توسيع نطاق انخراطهم في العمل السياسي، لتخطّي الحواجز، واحتلال المكانة التي يستحقونها في المجتمع الأميركي.
Share message here, إقرأ المزيد
لا سكوت بعد اليوم : مواجهة الصور المزيفة عن الإسلام في أميركا