تاريخ الفن الإغريقي يشبهَ شجرةً تغطس جذورها في بحر الفنون الإيجية وتنبت ساقها في المراحل الأولى من الفنون الإغريقية المبكرة (الهندسية والمتأشرقة والعتيقة) وتظهر أغصانها وثمارها الناضجة في الكلاسيكية، لتنزل في سلال الواقعية مع العصرين الهيلنستي والمتأخر.
يتناول كلّ فصلٍ فنون مرحلته في قطاعات الفنون الاربعة ليقدّم لوحةً متكاملةً لكل هذه الفنون، وتُعرض كنوز تاريخ الفن الإغريقيّ بدقةٍ ووضوحٍ مشفوعةً بصور منه، الأمر الجديد الذي سيُظهره الكتاب هو تدخّل الفن الشرقيّ المتوسطي ثلاث مرات في نشوء وتنشيط الفن الإغريقي، الأولى مع بدايات ظهور الفنون الإيجية في الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد والثانية في الفن المتأشرق في القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد والثالثة في الفن الهيلنستي في القرون الثلاثة قبل الميلاد.
هذه الحقيقة، التي يتجاهلها كثيرون تعطي نكهة جديدة حقيقة لتاريخ الفن الإغريقي وتمنحه حياة التواصل مع محيطه المتوسطيّ العريق.