قصة عبد الله فيلبي، أو هاري سانت جون بريدجر، السياسي الرحّالة والتاجر الداهية، واضع السياسات ومنفّذها، الذي قُدِّر له أن يلعب دوراً في تاريخ الشعب العربي الحديث يفوق دور لورنس أهميةً وأثراً.
رجل كانت حياته أسطورة من بدايتها إلى نهايتها، هي قصة المغامر الذي يؤمن بعظمة القضية التي يعمل لأجلها، فيركب الأهوال غير هيّاب ولا وَجِل، ويمتطي المخاطر بعزيمة لا يعتريها وهن أو يلحق بها ضعف.
كان هذا الرجل، الذي انطوت حياته في نهاية مغمورة، لم يسمع بها إلاّ القليلون، أحد الذين قامت على أكتافهم أمبراطورية بريطانيا في الشرق العربي، فكانت له صولات وجولات في ميادين السياسة والنفوذ، يلعب بمقدّرات الشعوب والعروش، ويطيح بالممالك ليقيم على أنقاضها ممالك أخرى، ويعقد المحالفات والمواثيق ويجوب البوادي والأمصار، ويعمل في خدمة بلاده وتحقيق مطامعها والحفاظ على مصالحها.