يناقش المفكر السوري فراس السواح في هذا الكتاب الصورة التقليدية ليسوع ويرسم صورة وجه آخر للمسيح، هو المسيح الجليلي الكنعاني الذي نأى برسالة إنسانية شمولية، جاءت منذ البداية في إستقلال تام عن اليهودية وعن الوثنية التقليدية للمنطقة، فيسوع لم يتجاوز اليهودية من داخلها، وإنما سعى إلى تقويضها من موقع مفارق، وتأسست رسالته على قاعدة نقدية شاملة لليهود واليهودية ولإله اليهود الذي ليس سلطة على يسوع ولا على المؤمنين برسالته على ما ورد في إنجيل يوحنا.
اعتمد المؤلف في منهجه على مقاربة نقد، نصية قرأ من خلال نصوص الإنجيل بعيداً عن التفسيرات الرسمية، كما اعتمد مقاربة تاريخية بحث من خلالها تاريخ الجليل، موطن يسوع، وتركيبه الثقافي والإثني في محاولة للكشف عن أصول يسوع، وعن تكوينه الثقافي والديني، ثم أعطى بعد ذلك حيزاً للبحث في المسيحية الغنوصية التي أسست لكنيسة واسعة الإنتشار طرحت نفسها بديلاً عن كنيسة روما، وأحدثت قطيعة تامة مع التاريخ الديني اليهودي، وطابقت إله اليهود والشيطان.