يتناول سيرة صلاح خلف (أبو إياد) حتى عام 1971، وتقاطعاتها مع مسارات الحركة الوطنية الفلسطينية، وتفاعلاتها معها، وتطورها ضمن سياقاتها، في رواية تغطي مراحل نشأته الأولى في يافا ثم غزة، وانخراطه المبكر في العمل الوطني، ثم نشاطه في رابطة الطلاب الفلسطينيين، ودوره المركزي في تأسيس حركة فتح التي أصبح أحد أهم المؤثرين في تحديد ملامح فلسفتها الثورية وخطها السياسي، والشاهدين على تحولاتها في محطات تاريخية فاصلة.
وُصف أبو إياد بأنه "رجل المهمات السريّة" و"كاتم أسرار منظمة التحرير"، بينما وصف هو نفسه بأنه "رجل واقعي"، تمسّك بخيار الكفاح المسلح طريقًا للتحرير، وآمن بفكرة الدولة الديمقراطية هدفًا استراتيجيًا للثورة. وقد جاء هذا الكتاب ليضيء على هذه الجوانب من شخصيته، ويحيل إلى قراءة بحثية موثقة لمسيرته، تستند إلى ما حفظه في أرشيفه من وثائق وتسجيلات صوتية ومرئية، وتنقل شهادته لما عايشه من وقائع شارك في صناعتها ورسم معالمها، وتنفتح على احتمالات التفكيك وإعادة البناء لسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة.