الشعر الجاهلي جزء هام من تاريخ أمتنا، يرسم بدقة ملامح الجوانب المادية في حياة المجتمع العربي القديم، ويجسد الشخصية العربية الأصلية، فلقد سجل بصدق ... كل ما دار في شعور العربي الجاهلي.

الشعر ديوان العرب"، ومنتهى حكمهم، به يأخذون، وإليه يصيرون، ويحملون أولادهم على حفظه وروايته، فمن الظلم الإكتفاء بدراسة الشعر الجاهلي دراسة وصفية، سواء أكان بإستعراض أبرز موضوعاته، مثل: المديح والهجاء، والفخر والرثاء، أم بذكر ما ورد فيه من أنواع الحيوان وأصناف والأمكنة، لذلك كان النقد الجمالي، فالشعر أصلاً موسيقاً وتصوير.

إن الشعر - فيما تأكد للمؤلف - هو المظهر الجمالي لوجود الأمة، وهذا يعني أول ما يعني أنه فن شمولي، يندغم فيه ما هو نفساني بما هو أسطوري، بما هو وجودي، بما هو ديني، بما هو إقتصادي وإجتماعي وأخلاقي.

أجل، إن جوهر الإندغام والتوحيد، توحُّد الشاعر بجذره التاريخي، وتوحده بكيان أمته، وتوحده بالهوية الإنسانية، وتوحده بالطبيعة والكون من حوله، فكيف لنا أن نتناوله على أنه أشلاء مبعثرة؟.

وفي هذا الكتاب أهمية الظاهرة الجمالية في حياتنا نحن البشر، والقيم الجمالية في الشعر الجاهلي.