مقاربة علميّة من منطلق فلسفيّ، متّصل بالمنبت الذي جعل الفلسفة تنحو منحًى تصوّريّـًا، تاركة الفيزياء تشتقّ صيرورتها من الانغماس أكثر بانهماكات تجريبيّة، مغايرة بالنوع، للاهتمامات الفلسفيّة؛ ذلك أن صنف العلوم الاختباريّة، لا يصلح مجالًا لمختبر فلسفيّ، ما دام للفلسفة فضاء خاص، يتّسم بطابع أعمّ وأشمل من تفرّعات العلوم التطبيقيّة، التي لم تستطِع إنجازاتها التقنيّة الباهرة، أن تجيب عن الأسئلة الفلسفيّة الكبرى. فالحاجة إلى الإجابة عنها، أصبحت ملحّة، مع ازدياد رفاه الإنسان وكفايته المنغّصة بنقص الإجابة عمّا بعد الـ "هُناك". ففي كلّ قفزةٍ علميّة، نشهد عودةً إلى إحياء الحيّز الميتافيزيقي، وإن بطرائق مختلفة. ولأنّ الفلسفة تنهل جلّ تصوّراتها من الميتافيزيقا، أعاد فيزيائيّو الكوانتم (Quantum) إحياء السؤال عينه بالصيغة نفسها، بعد أن أخفقوا في الوصول إلى نتائج يقينيّة محدّدة، عبر الوسائل التجريبيّة الحديثة، التي تجاوزوا بها الوسائل التقليديّة للفيزياء الكلاسيكيّة
Share message here, إقرأ المزيد
فيزياء الذرة الحديثة : مقاربة فلسفية تأويلية