نجحت إنعام كجه جي في تقديم نموذج بليغ للذاكرة الأنثوية عندما تفيض على الواقع المتخيّل وتستحضر مفردات الوجود القار في أعماقها، فضلاً عن مئات التفاصيل الصغيرة التي لا تملك ذواكر الرجال كفاءة استحضارها بهذا الوضوح الشفيف.
إنعام كجه جي سيدة الأسلوب الحضاري المتمدّن. تقرأ كتبها فتراها تغمس المأساة بسخرية لاذعة. كل عبارة من عباراتها تستحق الوقوف عندها. فقد تكون الروايات مجرد هيكل عظمي تختصرها إن شئت بكلمات، ولكن إنعام تكسوها لحماً وبشرة برّاقة.
لقد فتحت إنعام كجه جي صندوق ذاكرتها وكان محشواً بالماضي وأجراس الكنائس والوصايا وقصص الحب ومحطات المنفى والمبادىء والشعارات "الخالدة" التي صارت بعض خطط الماضي المضحك الذي انتهى بنهاية من أراد الخلود.
الأهم في عمل إنعام كجه جي سواقي القلوب هو لغتها المتوترة التي اجتمعت فيها ميزات عديدة، فهي شاعرة رشيقة في تراكيبها وحواراتها ووصفها، لا تبطىء إيقاعها لشرح أو تعليق. كما أنها تعبّر عن البُنى الفكرية لأبطالها وتنجح في توصيل معاناتهم وإخفاقاتهم وحنينهم بعذوبة أسرة، دون أن تترفع أخلاقياً عمّا هو واقعي حتى لوكان بمفردات شعبية أحياناً أو عادية.
