مضى شراعي بما لا تشتهي ريحي، وفاتني الفجر إذ طالت تراويحي؛ أبحرت، تهوي إلى الأعماق قافيتي، ويرتقي في جبال الريح تسبيحي، مُزمّل في ثياب النور مُنتَبذٌ، تلقاء مكة أتلو آية الروح، والليل يعجب مني ثم يسألني، بوابة الريح!! ما بوابة الريح، فقلت والسائل الليلي يراقبني، والود ما بيننا قبض من الريحِ؛ إليك عنَّي فشعري وَحْيُ فاتنتي، فهي التي تَبْتَلي وهي التي توحي، وَهيَ الَّتي أطلقتني في الكرى حُلُماً حتَّى عَبَرْتُ لهَا حُلمَ المَصَابِيْحِ، فَحِيْنَ نامَ الدُّجى جَاءتْ لِتَمْسِيَتي، وحينَ قامَ الضُّحَى عادَتْ لِتَصْبِيْحِي، مَا جَرَّدَتْ مُقلتاهَا غير سيفِ دَمِي، وَمَا عَلَى ثغرِهَا إلاَّ تَبَارِيْحي، وَمَا تَيَمَّمْتُ شَمْساً غيرَ صَادقةٍ، ولا طَرَقتُ سَماءً غيرَ مَفْتُوحِ، قصائدي أينما ينتابُني قَلقِي، ومنزلي حيثُما أُلْقِي مَفاتيحِي، فأيّ قوليَّ أحْلَى عندَ سيِّدتِي، ما قلتُ للنَّخلِ أمْ قُلْتُ للشِّيْحِ.
Share message here, إقرأ المزيد
ديوان محمد الثبيتي - الأعمال الكاملة