لم تكن الأبنية مادّة شكليّة مجرّدة من مؤداها المعرفي، تؤدّي دورها في تحليل مسائل العلم طلبا لعصمة اللسان ورغبة في ضبط العربيّة فحسب، فقد كُتب لها بالوضع أن ترسم إطار المعنى الوظيفيّ بتمثّلاتها، وأن تكون مادّة جوهريّة تطرح ذاتها في بناء الخطاب الصـرفيّ، لما تحمله من مضامين وأغراض يتطلب البوح بها وتستدعي الإقبال والاستجابة. وفي مدونة الرضي لا نلفي الأبنية محالّا متفرّقة نتعرف بموجبها على مسائل العلم التي تُعنى بالبعد الشكليّ والتحوّل الصوتي في جلّ عوارضه. بل هي خيط رابط وسلك ناظم يجمع مقرّرات العلم، ويوحدها في معنى جامع، أُسّه المجال والمنحى الوظيفيّ.
Share message here, إقرأ المزيد
التعدد الوظيفي للأبنية الصرفية في شرح الرضي على الشافية