تتجلى سلبيات المرحلة التي يشهدها الوطن العربي في ميادين عديدة، منها ميدان الإنتاج الفكري. فالقسم الغالب من الدراسات الاقتصادية مثلاً يعالج القضايا الاقتصادية، معالجة كمية بحتة، بمعزل عن طبيعة العلاقات الدولية، والبنى السياسية والاجتماعية والثقافية. ومن الملاحظ أن بعض الدراسات المتعلقة بالتكامل الاقتصادي هي مجرد مفاضلة بين محاكاة نموذج السوق الأوروبية، ومحاكاة نموذج الكوميكون مستغنية بذلك عن مشقة الاجتهاد والابتكار من أجل مداخل تتسق مع تاريخ امتنا، وخصوصيات أوضاعنا. أما ظاهرة غلبة الدراسات القطرية فإنها واضحة تماماً في الدراسات الإقتصادية المصاحبة لبرامج التنمية القطرية.