يعرض هذا الكتاب، وبالتفصيل، تاريخ الولايات المتحدة الأميركية منذ الحرب الأهلية التي مزقها إلى ولايات الجنوب وولايات الشمال حتى تاريخها الحاضر. يستعرض المؤلف هذا التاريخ الكثيف والمتسارع على قصر مدته الزمنية، مروراً بالحرب العالمية الأولى والأزمة الاقتصادية العالمية إلى الحرب العالمية الثانية، والدور الأميركي المؤثر والفعال في هذه الحقبات التاريخية.
وإذا يتناول وصفاً وتحليلاً لدور الولايات المتحدة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وسياسات الحرب الباردة، وعلاقاتها بالشرق الأوسط وبآسيا من فلسطين إلى فيتنام، يحاول الأستاذ موسى مخول رسم ملامح الوجود السياسي والاقتصادي والاجتماعي لأميركا في عالم اليوم، على وقع نتائج سقوط الاتحاد السوفياتي والتفرد في إدارة العالم وعولمته.
هذه العولمة التي أطاحت بكل المقاييس السياسية والاقتصادية والثقافية "للعالم القديم"، أرست صورة جديدة للعالم، ولعلاقات الدول، بين هيمنة وانفتاح وارتهان وازدهار وحروب وعصبيات.
يشكل الكتاب بصفحاته السبعمائة موسوعة أميركية بامتياز تعرض بشكل موضوعي وتاريخي لأبرز هذه المحطات في تاريخ الولايات المتحدة كما يعرض لتشكل القوى العالمية المواجهة في أوروبا الموحدة والصين العملاقة، ويتوقف عند النظرة المستقبلية للدفاع الوقائي بعد انتشار ظاهرة الإرهاب العالمي.
وأخيراً، إن من يريد الوقوف على طبيعة السياسة الأميركية منذ حربها الأهلية الماضية إلى حروب دول العالم اليوم، عليه بقراءة هذا الكتاب الذي يحاول سبر مصير البشرية في تبدل المصالح والمفاهيم والأدوار، من خلال العراق المتواصل بين قوى التسلط والعنف وقيم الانفتاح والتسامح في عالم متحول.
الهام كلاّب