قصص مميزة لكاتب مميز، ترجمت بعض أعماله إلى عدة لغات عالمية، ودرسها باحثون وأكاديميون في أكثر من جامعة عربية وأجنبية. من هو المجنون في هذه القصص، أهو الكاتب أم الراوي أم الأبطال، أم أنّ المجموعة دعوة لإكتشاف الجنون في أنفسنا كقراء؟... هذه القصص جوهرة نادرة فريدة لكاتب ماهر وقاص كبير ظل ممسكاً براية حضوره المتألق، وهو يقف بصوته المتوهج وبصماته الخاصة في واجهة المشهد القصصي العراقي والعربي، ويسعى إلى حضور أبعد وأوسع بخطى واثقة وثابة. في هذه القصص يغرف الكاتب من ذاكرة بل أنه ذاكرة مدينة بكل خباياها ومفرداتها فهو بحق مدينة في رجل، وهو يتكئ على ذاكرة فذة حفظت للمدينة حتى مجانينها ليمسك الخيط الفاصل بين العقل والجنون ويعزف على أوتار اللغة معزوفة لا يتقنها إلا هو بشعرية عالية تغوص في أعماق المدينة والمجانين ليلتقط لالئ الإبداع، فهو حميمي إلى حد البكاء، محب إلى حد الهوس، مبدع إلى حد الجنون، يؤسطر الواقع ويحيل مجانين الموصل إلى شخصيات أسطورية، فهو يبدع بعقلية المؤرخ ويؤرخ بخيال المبدع حتى يجعل متلقيه يشارك مجانينه جنونهم ويتمنى أن يكون منهم. القصص إعادة قراءة للجانب المهمل من ذاكرة مدينة الموصل، لعل فيه شيئاً كثيراً من أسرارها التي يخشى كثيرون الإقتراب منها، لكن المؤلف فعل ذلك لأنه لا يقل جنوناً إبداعياً عن مجانين عالمه السردي، في هذه القصص يتحول - الحي العتيق - إلى بؤرة إشعاع وبث مكاني ملتهب بحالات قصص أخاذة ومثمرة. نجمان ياسين قاص عراقي ذو مزاج فريد وإذا كان الشاعر الجاهلي يبكي ويستوقف صاحبين فنجمان يكتب ويستوقف قراءاً، ويتلمس عوالم للحكي مجهولة قلما تصل إليها أقلام المبدعين.
Share message here, إقرأ المزيد
جنون وما أشبه