إن نظام المعالجة النقطية، الذي اعتمد على الطب الصيني وعلى النصوص التي وضعت قبل ذلك، قد عرف على نحو واسع باسم "العناصر الخمسة".
لقد تطور هذا النظام ليشرح بعض المظاهر الطبيعية من جهة، وبعض النقط الغامضة التي لم يتمكن الإنسان من تفسيرها عندما حاول أن يطبق النظم القديمة على الجسم البشري من جهة أخرى. وقد توصل هذا النظام إلى المفهوم الحالي نتيجة تطوره خلال عدة قرون لا ليشكل جزءاً كاملاً يمثل النظام الكوني وحسب، بل ليذهب عميقاً في مجال الطب ويتوثق مدى ارتباطه بالتشخيص والعلاج.
يمثل نظام العناصر الخمسة أسلوباً لجمع المفاهيم وتنظيمها ضمن وحدة متكاملة قابلة للتطبيق.
وعلى نحو أدق، ليست نظرية العناصر الخمسة مذهباً صلباًَ واضح الحدود، بل مركباً رمزياً يحمل في طياته المشكلة وحلها. وعلى الرغم من أن اهتمامنا انصب في هذا الكتاب على تطبيق نظرية العناصر الخمسة في الطب وصحة الجسد، إلا أن هذا النظام الكوني غير حبيس هذا الاتجاه.