يتناول هذا الكتاب كيف أنّ حكايةً توراتية عن الاحتلال والإبادة الجماعية باتت قصة تأسيس إسرائيل المعاصرة، وكيف بات «سِفر يشوع» أكثر النصوص التوراتية مركزية لسياسة إسرائيل. يصوّر السفر، الذي سُمّي تيمنًا بيشوع خليفة موسى، زحف الإسرائيليين القدامى على بلاد كنعان ويصف كيف أخضعوا السكان الأصليين وارتكبوا المجازر بحقهم. ويبحث كتاب «جيل يشوع» في مسألة ارتكاز الاحتلال الإسرائيلي في يومنا الحاضر على هذا السفر.
على الرغم من أنّ سِفر يشوع قد تعرّض للتجاهل والذم في الشتات، قام قادة إسرائيل المعاصرة باستعادته لتعزيز اللُّحمة الوطنية. ولقد شجبه منتقدو الاحتلال، في هذه الأثناء، بوصفه سِفْرًا يحتفي بالإبادة الجماعية ترصد رايتشل ها فرلوك أسلوب سفر يشوع، وتُظهر كيف يعكس طبيعة المجتمع اليهودي القديم الفئوية، والرغبة في توحيد عامة اليهود تحت حكم ملكي قوي. وتصف كيف أن ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، دعا لعقد مجموعةٍ دراسية في منزله في أواخر فترة الخمسينيات، حيث قام جنرالات ورجال سياسة وأساتذة جامعيون بإعادة صياغة قصة تأسيس إسرائيل بلغة سفر يشوع.
يجد كتاب «جيل يشوع»، الذي يقدِّم قراءة بديلة لسفر يشوع، دليلًا على الطبيعة اللامركزية للمجتمع المؤلف من قبائل وعشائر وعائلات ترأسها النساء، وهو ذو صلة في وقتنا هذا بشعوب متنوعة تشترك بالموارد المتضائلة لأرض جريحة.