كانت كتابة المقالات الصحفية والمحاضرات من هواياتي ، وبعد تقاعدي اعتزلت لبعض الوقت ،ولولا إلحاح العائلة وعدد من المعارف والاصدقاء ما أقدمت على تدوين بعض ما اتذكره من أحداث وأمور شخصية ووطنية عسى أن تكون ذات فائدة للأحفاد ، والبعض ممن يتابع ويبحث في دقائق الأحداث التاريخية وبعض ترسبات الماضي . المطبوع ليس مذكرات أوسيرة حياة ، وإنما تجميع لأمور أذكرها وقد تساعد على رسم صورة للماضي وما بذله البعض لخدمة المجتمع والمساهمة في تدوير المعرفة مهما كان ذلك صغيراً .
إني أشعر بارتياح كبير لما حققته على مستوى الوطن والعائلة ، بالرغم من الظروف التي سادت والمعوقات على طول خارطة طريقي لما تمكن . فبعد المدارس وتوجهي لدراسة الطب تحول الطريق الى بعثة خارج العراق لدراسة هندسة النفط، وعند العودة الى العراق تحولت الى التدريس ، وبعدها الى الهندسة ، ثم الى التسويق ، وبعدها الخدمة في منظمة الأوبك في فينا ثم مستشاراً في قطر حتى قراري بالتقاعد . تجنبت التطرق إلى بعض الأمور التي قد يكون لها انعكاس سلبي على بعض الأشخاص، وبالذات ممن خدموا العراق وحسب إمكانياتهم. حاولت قدر الامكان ان أكون دقيقاً في تدوين الكلام كما قيل من دون تحريف،لما لذلك من مسؤولية للمديح أينما ورد استحقاق الغير، وكذلك الذم والاستنكار لمن أخطأ أو ظلم أو خان.