عندما التقينا به للمرة الأولى، بدا كجنوبيّ مغمس بحب المقاومين وناسهم، يفحّ منه عطر خاص، مستخرج من جبل عامل. على وجهه خطت جذور الأرض، ومن وجدانه يفيض مخزون مكثف عن تاريخ ثائر، عن أخبار أهل القرى والأيام.
أدب المقاومة كان همنا المشترك، أما السبيل فمحاولة الكتابة بجدية وحب. عاد إلى الجنوب، أسبر قلمه في الوجدان.قلب دفاتره العتيقة. جال في الأنحاء أشهرا، ثم رجع بسلة من حكايا حلوة؛ عن الرجال وإنسانيتهم، عن الناس وحبهم، عن الأرض وفرحها...
من يقرأ "حبل كالوريد" تستوقفه – أو ربما تسحره – ثلاثة أمور: صدق الوقائع، شفافية الرؤيا، وعمق الإحساس والروح. هي تجربته الأولى، ومن الطبيعي أن يكون لها ما لها وعليها ما عليها،إلا أن السيد عبد القدوس الأمين برع بنسبة عالية في التقاط الجانب الإنساني والعاطفي عمن كتب، وفي صياغة فنية ممتعة عما حدث.
Share message here, إقرأ المزيد
قلم رصاص - الجزء الثامن