إن «المقاصد»هو مصطلح ديني في علم أصول الفقه، وهو ما قصدهُ الشرع، حيث اعتنيتُ بمقاصد التاريخ، وبمقاصدي في هذا الطرح التاريخي، وقد كانت مقاصدي عدّة من خلال تقديم هذه الدراسات التاريخية، فقد توخيّتُ إجراء تحليل بنيوي للتاريخ الحديث للبحرين والوطن العربي، في مسعى لعرض التاريخ للتاريخيين وللمهتمين بالشأن التاريخي؛ بصورة جديدة خارج المألوف، حيث يسود المنهج السردي ـــ الوصفي الرتيب للأحداث التاريخية. فمن خلال المساحة المتاحة في حدود هذا الكتاب، جاءت محاولتي لعرض نصوص تاريخية بمنهج تاريخي تحليلي نقدي، قابل لتوالد الأفكار وتلاقحها وتجديدها، وإنني لأزعم بأن المكتبة التاريخية التي طالتها عيناي طوال دراستي للتاريخ، تخلو من مثل هذه الدراسات التاريخية التحليلية. كما قصدتُ من خلال هذه التوطئة للترويج لهذا النوع من الطرح التاريخي؛ لما له من قيمة عميقة في ترسيخ وتأصيل الهوية المحلية والإقليمية، وتوسيع آفاق الهوية الانسانية، كما أنه يضع الباحث في موقع المُراقب المحايد الذي يدرس التاريخ بمنأى عن الذاتية، وعن سلطة السائد والموروث. كما أحسب أنني قد طرقت أبواب مواربة لندرة سالكيها ووعورة دروبها، وأتمنى ان تنال مقاصدي غاياتها لدى القارئ؛ من أجل صنع واقع جديد، يساير حاجة الانسان العربي لفهم التاريخ والاتعاظ من دروسه، بما يعلو من مستوى وعيه، ويسمو بارتباطه بوطنه.
Share message here, إقرأ المزيد
دراسات في التاريخ الحديث للبحرين والعالم العربي