في عالمنا المعاصر، يتصدر اقتصاد السوق المشهد، متمثلًا في رأسمالية التكنولوجيا الرقمية، ومدعومًا بنظام ليبرالي جديد، الأمر الذي أدى إلى تآكل الديمقراطية. وهذا الذي جعل الفيلسوف الكاميروني أشيل مبيمبي يأخذنا في رحلة فكرية عميقة في كتابه "المجتمع الأرضي: تأملات في اليوتوبيا الأخيرة"، حيث يتناول العلاقة المعقدة بين الإنسان والطبيعة. يسعى الكتاب إلى إعادة التفكير في نظامنا البيئي، بعد أن فشلنا في الحفاظ على علاقة صحية مع الكائنات الحية الأخرى، ولم نستطع العيش معها. ولكن لا يزال لدينا الأمل في أن تصبح الأرض التي نعيش عليها هي اليوتوبيا الأخيرة، وذلك بالارتقاء فوق سياسات الهوية الضيقة، والخلافات المرضية، وصياغة مفاهيم جديدة تعكس معنى "المشترك" و"المتشابك" وال "نحن". يوتوبيا تحتضن جميع الكائنات الحية، من الإنسان إلى الحيوانات، والنباتات، والمعادن، وصولا إلى الميكروبات، والبكتيريا، والفيروسات. وبالإضافة إلى البحار، والمحيطات، والسماء، والمناخ، والأجهزة التكنولوجية، والاصطناعية. أو بعبارة أخرى، يصبح ال "نحن" جزءًا أساسيًا من نسيج هذه الأرض. من شأن هذا التكامل الحيوي أن يجنبنا التداعيات السلبية على المستويات السياسية، والاجتماعية، والبيئية، والبيولوجية، والتي من المحتمل أن تحدث إذا لم نتشارك هذه الحياة معًا.
Share message here, إقرأ المزيد
المجتمع الأرضي : تأملات في اليوتوبيا الأخيرة