إن الضغط هو مرض الأزمنة الحديثة، لا أحد تراه بمنأى عنه، ومع أن إنسان اليوم يتمتَّع بكل أنواع الرفاه والرغد، فإننا نجده محكوماً بمكابدة الضغط، حتى لكأن حياة الحضارة سبب من أسباب إصابة الإنسان به.
ويأتي هذا الكتاب دليلاً سهلةً قراءته، قريبَ التناول والتطبيق، ليكون في يد مطالعه مرشداً له ومساعداً، كما يكون معيناً على مجابهة الضغط بالوسائل التي تحدُّ من تأثيره إذا كان ذلك ممكناً.
لذلك نشهد الدكتورة ج. رينو تطلعنا على أساليب يمكننا اللجوء إليها لكي لا تتألم منه؛ كما أنها تقدِّم إلينا الوصفات للإفادة منه وصولاً إلى التخفيف من تأثيره وإلى القدرة على تحمُّله.
نطّلعُ أولاً على ماهيَّة الضغط، وعلاقته بالرأس؛ ونتعرَّف على أسبابه، القريبة منها والبعيدة، المرئية منها والمخفية، الموضوعية منها والذاتية (أي الشخصية).
ونقف ثانياً على الطرق التي تؤهلنا كشف حالة الضغط؛ ونتعلَّم تحليل أسبابه لتسهُلَ معالجته ومجابهته، ومن ثم تعرض لنا الطبيبة المؤلِّفة، للنشاط الواجب ممارسته لمقاومة الضغط، وما يمكننا أن نقوم به من دفاع أمام هجمة الضغط المفاجئة.
وكأنها، في كل ما عرضت، تجعل لمسيرة حياتنا شعاراً علينا إتباعه، ألا وهو: أحسِنْ إدارة ضغطك لكي تحيا حياة أفضل وبفعالية أكثر.
نأمل أن تساهم هذه المحاولة في التخفيف من آلام الإنسان وصولاً إلى تحقيق المبدأ الذي يقول: العقل السليم في الجسم السليم.
