تمتدُّ كتابة هذه المقالات على مدار عشرين سنة. يُظهر الكتاب أنَّ ثمَّة تطوُّرًا أكيدًا، لدى الكاتب، من التَّفكير العام الذي لا يخلو من السَّذاجة، إلى التَّفكير الخاص، بل والمطبَّق، حيث تركت الطموحات الأولى المكان لاستبيانٍ هادفٍ ومدروسٍ بلا شك. يعكس هذا التطوُّر قناعة أساسية وهي: إذا كان المبتغى من جعل الفينومينولوجيا مدخلًا إلى العالم الإسلامي وإلى ظواهره ينطوي حتمًا، وفي لحظةٍ ما، على تصميم الروابط النَّسقية الكبرى، وإثارة المشكلات التي يُمكن أن تُطرَح على مستوى المبادئ، وشقّ الطَّريق أمام مهامّ الفكر نسلكها متى اقتضت الضَّرورة، لا مراء في أنَّ في المواجهة مع «الأشياء نفسها»1 تكتسي محاولة التَّقريب بين الفينومينولوجيا والإسلام دلالة خاصَّة، وإنَّها حَريَّةٌ بأن تُثبت ازدواجية قيمتها المضافة. يعود هذا التَّقريب بالفائدة على الحدَّين الذين يتمُّ الرَّبط بينهما بشكلٍ جديد وغير مسبوق.
Share message here, إقرأ المزيد
رؤى فينومينولوجية عن الإسلام دراسات ومقالات