ظلت أوروبا زمناً طويلاً تقرأ كتب مؤرخي اليهود بالروح التي أرادها هؤلاء، وما ودَّه أولئك المؤرخون من تمويهٍ على معاصريهم إرتضاه أمثالُ "أوغوستن وبسكال وبوسويه وشاتوبريان" أكثر من إرتضاء ذلك الشعب الجاهل المتعصب الذي حاولوا إقناعه وكان له بعض السلطان في فلسطين حيناً من الزمن فأجْلاه الرومان عنها فتفرَّق في الأرض فلم يقتبس من الأمم التي عاش شتيتاً بينها غير أخس عيوبها، شأنُ أجداده كما يُثبت ذلك سلوكه الوحشي الأخير في فلسطين، ولا نبحث في العوامل التي حفزت إنكلترا على شد أزْره وتوطيد دعائمه في بلد عربي لم يكن ملكاً لليهود، ولا في المظالم التي اقترفها الإنكليز وغيرهم من الأوروبيين والأمريكيين ولا يزالون يقترفونها إمعانً في إضطهاد العرب وتثبيتاً لأقدام أجلاف اليهود في فلسطين ممثلين في أهلها العرب مأساةً أندلسية أخرى، لأن ذلك يُخرجني من نطاق الكتاب، ولعل القراء يجدون في هذا الكتاب ما يُدْحَض به زعمُ اليهود الزائف القائل إن فلسطين حقّ تاريخي لهم والمشتمل على أعظم دَجَلٍ بشريٍّ وأفظع تضليلٍ سياسي.
Share message here, إقرأ المزيد
اليهود في تاريخ الحضارات الأولى