هذه عقودٌ لُجَيْنِيَّة من الزَّبَرْجدِ، وخالِصِ العِقْيان، التي صَنَعَها بيده الماهرة وفكره الثاقب، وعلمه الزاخر؛ شُعلة عصره في علم الحديث والإسناد: العلاّمة محمد مُرتضى الزَّبيدي، فإنه مُحيي آثار المُحَدِّثين في فنِّن السماع، وقراءة كتب الحديث، وتَحبير وتحرير الإجازات على طريقة الاوائل من المُحدِّثين، ونشْرها لطالبيها ممن رام الصِّلة بالقرون الأولى، مع جمال الخطِّ الفارسي الأنيق، وتعليقاته التي تكون أحياناً في أطراف تلك الإجازات كالوشْي المُنَمْنَم.
وقد اتَّجهت الأنظار إلى الحافظ الزَّبيدي وصار رُحلةَ زمانه، وابن حجر أوانه، فاشرأبَّت إليه الأنظار، وطار فضله في الأقطار، ورحل إليه أهل المشرق وبلدان المغرب، ومن لم يرحل منهم طلب الإجازة والإتصال بواسطة السُّفار والرَّاحلين إليه؛ لما كان عليه من علمٍ غزيرٍ ومعرفةٍ بالرَّواية والسَّماع وفنون الإجازة.
Share message here, إقرأ المزيد
إجازة الحافظ الزبيدي للسلطان عبد الحميد الأول العثماني