تبرز أهمية البحث في مسؤولية المقاول العقدية عن فعل الغير في النواحي الآتية: فمن الناحية القانونية يغوص المؤلف في أعماق الأفكار القانونية المختلفة التي عرضها الفقهاء حول جميع الجوانب المتعلقة بهذه المسؤولية وبالمسؤولية العقدية عن فعل الغير عموماً، من خلال تحديد المقصود بهذه المسؤولية والأساس الذي تقوم عليه والخصائص التي تميزها عن غيرها من أنواع المسؤولية المدنية الأخرى.
اما من الناحية العملية فمن المعروف أن عقد المقاولة يشكل في الوقت الحاضر الأساس الذي يعتمد عليه في تنفيذ الخطط التي تشرع الحكومات بتنفيذها، والمتعلقة بالتنمية الإقتصادية، ولا سيّما ما يتعلق بالمشاريع العامة التي تشكل النواة الأساسية للبنى التحتية لكل دولة، فضلاً عن ما يقدمه عقد المقاولة للأفراد من وسيلة أساسية يلجأون إليها لتنفيذ أعمالهم ومشاريعهم، ومن الناحية التشريعية، تتصف عقود المقاولات بكثرة التشريعات الخاصة بها، ولا سيّما تلك المتعلقة بعقود مقاولات الإنشاءات المعمارية.
عليه فقد قسم المؤلف بحثه هذا إلى ثلاثة فصول، خصص الفصل الأول لبحث المبدأ العام للمسؤولية العقدية عن فعل الغير، أما الفصل الثاني فهو خاص بحدود مسؤولية المقاول العقدية عن فعل الغير، وأخيراً فإن الفصل الثالث من هذه الأطروحة بحث أساس مسؤولية المقاول العقدية عن فعل الغير وأحكامها، وانتهت الأطروحة بإيراد أهم ما توصل إليه المؤلف من إستنتاجات وما أقترحه من توصيات.