هذه الدراسة لإحدى المصادر الهامة لفترة تاريخية حاسمة من التاريخ البيزنطي، لمؤلف وفيلسوف هو (بريسكوس)، الذي عاش أثناء فترة حكم الإمبراطور (ثيودوثيوس الثاني)، وكان بريسكوس عضوا في إحدى السفارات التي بعث بها الإمبراطور البيزنطي ثيودوثيوس الثاني إلى الهون، ولذلك قام بوصف الرحلة باستفاضة وما لاقاه أثنائها إلى أن وصل إلى أراضي الهون، وما لاقته السفارة عند وصولها إلى (أتيلا) من إهانة، بسبب ما بلغه من تآمر الإمبراطور إلى أن التقى بها. وهنا يصف لقائه (بأتيلا) ويصف حياة الهون وعاداتهم الاجتماعية، ومساكنهم وقصر (أتيلا)، وقصور مساعديه، وهو بذلك يعكس صورة لم تتعرض لها المصادر الأخرى.
ولم تكن تقتصر الدراسة على عهد ثيودوسيوس الثاني، بل امتدت إلى عهد الإمبراطور مارقيان، حيث تأزمت العلاقات مع بيزنطة، بسبب رفض الأخير دفع الجزية، وأوشكت الحرب على النشوب بينهما، ولكن وفاة (أتيلا)، أنقذت الإمبراطورية، ولقد تراجعت إمبراطوريته بعده وأصابها والوهن والضعف، وهو ما انعكس في كتابات بريسكوس وتحليلاته، فكان له رأيه وتحليلاته للأحداث، ولقد قام (بريسكوس) بشرح أوضاع إمبراطورية أتيلا بعد وفاته، وأن علاقة بيزنطة استمرت بالهون، وهو خلال عرضه لا ينسى عرض الأحداث في الجزء الشرقي والغربي من الإمبراطورية والصراع في الغرب على منصب الإمبراطور.
Share message here, إقرأ المزيد
بريسكوس Prescus : السيرة الذاتية للفيلسوف