أجمل ما قيل في الحبّ أنّه أعمى، لأنّه يسمح من خلال عدم الإبصار البرّاني، بالإيغال عميقاً في تلك الرّؤى الدّاخليّة، في ذلك الفلك الباطنيّ، الّذي يشقّ دروباً في النّفس، تشبه حالات الصّوفيّ الّذي يغمضُ ذاته على عوالمه، فينطلق نحو سابع سماءٍ ليجلس على العرش، ربّما أسوأ ما في الحبّ هو حالة الإبصار، أو وعي اللّحظة، أو المقدرة على التّفسير، فيخرجها عن نشوة الغموض الّتي تكلّل السّحر، ولذلك الحبّ هو الحبّ بما فيه من دهشةٍ، في القصائد، في الرّوايات، في الأمثال، وفي فكرة الإنتحار، والإنتقام، وحتّى في الخيانة والضّغينة والغيرة.
كلّ هذا جميلٌ ومبهرٌ لأنّه ينطلقُ من الحبّ بصورته المُعتمة الجوّانيّة المحجوبة، هذه الصّورة المبهمة العمياء.
أجل، الحبّ أعمى وهو عظيمٌ لأنّه كذلك.
Share message here, إقرأ المزيد
أسمر