يأتي هذا الكتاب بعكس ما ادّعتْهُ دراسات سابقة: فهو ضدّ موت الناقد لرونان ماكدونالد، وضد موت المؤلِّف لرولان بارت، وضد نهاية الأدب لدومينيك مانغينو. لكنْ، هذا لا يعني أن تحتفظ بتلك الفكرة التقليدية عن الناقد والمؤلِّف والأدب، وتمارس النقد البيوغرافي على الطريقة التقليدية. فأن تكون اليوم ضدّ موتهم يعني أن تعيدهم إلى الحياة، ولكنْ، من خلال فكرة جديدة، من خلال نقد بيوغرافي بصورة مختلفة، من خلال نظرة جديدة إليهم. أن تقدّم ما يكفي من الحجج التي تكشف أن الناقد الأدبي لا يموت ولن يموت، لكنه يتجدّد ويبتكر لنفسه في كلّ مرّة أسباب الحياة.
وبهذا، فإن الجديد في هذا الكتاب أنه يكشف عن جوانب من هذا المعنى الجديد للأدب، للنقد، للناقد الأدبي، للمؤلِّف الأديب: أي أنه يريد أن يوضّح أن هناك بدايات جديدة بعد تلك النهايات إنْ سلَّمنا بوجودها، وأنه بَدَلَ خطاب النهايات، سيكون من الأفضل، بلا شكٍّ، أن نتحدّث عن خطاب البدايات.