في كتابه هذا يواصل حازم العظمة تقديم مقترحه في كتابة قصيدة تبدو كأنها منقطعة الصلة عن جيلها الشعري، إذ أنه يكتب ظلال اللغة، لا اللغة نفسها، كمن يعرّض نفسَه طويلاً لأشعة الشمس ليتأمّلَ ظلّه، ويبعثَ فيه حياةً مستقلة. لا يهمه بنيان الشعر المترامي، بل -بالضبط- ما يخلفه من ظل:
“لم نأخذ صوراً
عُدنا من صُوَرِنا القديمة كلًا لوحدهِ..
وراءنا الجدرانُ لسنينٍ بقيتْ مضاءة
من وميضِ الكاميرات الأخير
وفي الخلفيةِ مقهى في الحجاز
…أو شرفةٌ من حارةِ الزيتون”
مفرداته اللغوية تلك تشابكت، على نحو كثيف، مع مفردات الطبيعة بما تحمله هذه من ألوان وروائح وثراء، ما جعلها تنأى عن كآبة القصيدة العربية الحديثة في جزء كبير منها، وعن حزنها. فلا شعور بالذنب ولا آثام، بل قصيدة ملونة تقطر روائح لطيفة ومبتسمة:
“سيأتي المِهرجانُ والمغنّونَ
ستأتي المدنُ
والأحياءُ والساحةُ والرايات
Share message here, إقرأ المزيد
أول العشب