هذا الكتاب يُعدّ من أبرز الأعمال النقدية التي تصدت لمنطق الفلاسفة اليونان، إذ وقف فيه الإمام ابن تيمية موقفًا علميًا صارمًا تجاه مبادئ علم المنطق الأرسطي، مبينًا عثراته ومواطن الخلل فيه، ومؤكدًا أن التعويل المطلق عليه قد أفضى إلى صدام بين العقل المجرّد والوحي. فجاء هذا المصنّف ليعيد التوازن بينهما ويكشف أساليب المنطقيين وأوهامهم، معتمدًا منهجًا تحليليًا رصينًا قائمًا على أسس النقل الصحيح والعقل السليم. وقد أعاد السيوطي اختصار هذا العمل لاحقًا، وتولى الباحثون المعاصرون تحقيقه وإخراجه في طبعات منقحة تضمّنت تصحيحات علمية، وشروحًا، وصورًا للمخطوط الأصلي، ليظل الكتاب مرجعًا مهمًا لكل من يدرس علم المنطق ومسارات تطوره ونقده في التراث الإسلامي.