يُعتبر كتاب الفهرست لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (المتوفى عام 460هـ) أحد المراجع الأساسية في علم الرجال لدى علماء الإمامية. يهدف الكتاب إلى توثيق أسماء المؤلفين الذين وصل إليهم إسناد الطوسي، مع الإشارة أحيانًا إلى مدى وثاقتهم، لكنه يركّز بالدرجة الأولى على ذكر مؤلفاتهم وإسنادها، بينما يأتي الحديث عن أحوال الرجال استطرادًا. لذلك، حظي الفهرست بمكانة بارزة بين كتب الرجال، لما يتميّز به من أسلوب متقن وفائدة واسعة.
في هذه النسخة، قام المحقق السيد محمد صادق بحر العلوم بمراجعة دقيقة، مستندًا إلى مصادر رجالية وتاريخية موثوقة، مما أضفى على الكتاب دقةً أكمل وأهميةً مضاعفة. كما قدّم مقدمة وافية عن حياة الشيخ الطوسي ومنهجه في الاجتهاد واستنباط الأحكام من القرآن والسنة، فضلًا عن استعراض مساهماته في علم الكلام والتفسير والإمامة. وقد أدرج الطوسي في نهاية الكتاب قائمة بالمؤلفين الذين وصل إليهم إسناده، مقسمًا إياهم إلى من عُرف بكنيته دون اسمه، ومن عُرف بلقبه أو قبيلته أو موطنه.