من الصعب أن ننقل أحاسسينا بدقة سيّما حين نتكلّم عن الإكتئاب؛ إلّا أنّ "مات هيغ" استطاع انطلاقاً من تجربته الخاصة أن يترجم الإكتئاب بحذافيره حيث عمل قدر المستطاع ليلتصق بالقارئ ذاكراً كل اللحظات التي مرّ بها ليكسر حاجز المسافة التي تفصله عنه.
إن التجربة التي مرّ بها الكاتب، هي تجربة إنسانية بحتة؛ وقد صوّرها بطريقة واقعية وحقيقية انطلاقاً من كل المحطات التي قطع بها من صراعات والآم وضعف واستسلام ثمّ تمرّد وتحدٍ؛ دون أن يغفل دور حبيبته ودور العائلة في الاحتضان والمساعدة لتخطي هذه المحنة. إضافةً إلى أهمية الانجاز في حياة المرء الذي يساهم في تحقيق الذات وينجح في انتشالها من القاع للتحليق بها نحو آفاق أوسع.
لقد سلط "هيغ" الضوء على الحوار الذاتي الذي يبدأ بطريقة هدامة ليتحول شيئاً فشيئاً إلى قدرة مقنعة من الإيمان حول إمكانية النجاة والوصول إلى برّ الأمان.
هذا الكتاب ، مصدر وحي وإلهام لكل إنسان سبق وأن عانى أو يعاني من الاكتئاب ، كي يكون على يقين أنّ الأمل لا يزال موجوداً وأنّ هنالك الكثير من الأسباب للبقاء حيّاً والتمتع بالحياة.
مارلين 30/7/2023