-
/ عربي / USD
قال الله تعالى في حق نبينا عليه الصلاة والسلام: (وإنك لعلى خلق عظيم), فالأخلاق هي قوام الحياة في الإسلام, وهي روحه الحقيقة. لأنها تزكي العلاقة بين العبد وربه, وبين العبد ومجتمعه, لذلك اعتنى الإسلام عناية كبيرة بتربية أتباعه, وجعلهم أمة متميزة عن سائر الأمم منذ عهد الصحابة الكرام الى يومنا هذا. ولهذا السبب كرّس العلماء أوقاتهم على تصنيف كتب التربية والأخلاق لتحقيق الهدف من وجود الإنسان على هذه الأرض, وكيفية إعمارها بما يرضي الله سبحانه وتعالى. ومن أشهر هذه المصنفات الكتاب الجامع الشامل (إحياء علوم الدين) وشروحه ومختصراته التي كان لها الأثر في تحقيق هذا الهدف, وأشهرها هذا المختصر. لما فيه من فوائد وإرشادات. وقد استطاع العلماء الناظرين في آيات القرآن الكريم, وسنة الحبيب الشفيع صلوات الله وسلامه عليه, قد وصلوا- إلى تلك القواعد المطردة, والمعايير الدقيقة, التي تكفل ارتقاء الإنسان المسلم الى مقام التزكية النفسية, ذلك المقام الذي يتطلب الوصول إليه معرفة بمسارب ومنحنيات النفس الإنسانية, التي جعلها الله معجزة باهرة, تدل على عظيم قدرته سبحانه حيث قال: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون). فقد احتلت التزكية المرتبة العظمى في منهج هذا الدين الخاتم, ولذا انبرى العلماء يمعنون النظر, ويديمون التأمل في آيات الكتاب العزيز, وفي سنة النبي صلوات الله وسلامه عليه, مبتغين استخراج الوسائل والأساليب والطرائق في تزكية النفس.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد